بآه صفى قلب المتيم

بآه صفى المتيم إذ يهوى*** وادمعه كالسيل تشهد للدعوى -
فكم حففت حملا على مغرم الهوى ***واثقاله تندك من وقعها رضوى -
يردده آه كل عبد متيم *** بنار الهوى والبعد أحشاؤه تكوى -
وكم فرجت من لوعة الصب كربةً***وكم أزهبت عن مهجة العاشق الدوا-
وكم أطلقت أسر المعنى وهيمت ***فتى لم يدر سعاد ولا أروى
وكم أترعت كاسا حسنها ***فشاهد سرا كان عن مثله يطوى- وكم أوصلت لله من رام قلبه** فأضحى الوصل عن سره يروى-
وهذا خليل الله إذا نال خله ***تأوه من فرط الصبابة والأجوا-
أرى الصب لاينفك عنه تأوه *** وحيث الحشا منه بنار الهوى يشوى -
ولو كتم العشاق رط تأوه **لراحوا من قتل الهو والنوى ضحوا-
أرى لائم العشاق لايعرف الهوى *** فأنكر آه وهى من عاشق شكوى-
وهل يستطيع الصب كتماً ووجده ***تموجه كالبحر كيف يرى رهوا_
على أن حال الصب قهر وغيبة***وتهيامه هيهات أن يعرف الصحوى_
ولو ذاق هذا اللائم العشق مرة***
لسلم للعشاق إذ صدق الدعوى -
أيا خالى الأحشاء دع عنك هائماً***له فى فنون الحب كم جهلت نجوى -
وسلم لأرباب الغرام سبيلهم *** وسر معهم إن تبلغ القصوى-
وصلى إله العرش ربى مسلماًَ***على خير من أعطاه ربه مايهوى_
محمد المبعوث للناس رحمة ***وآل وأصحاب بهم ورثوا التقوى-
مدى الدهر ما عمران أنشد قائلا ***بآه صفى قلب المتيم إذا يهوى