الطريقة الشاذلية العمرانيةبسوهاج ساقلتة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جامعة للتصوف - شريعة -حقيقة - علوم روحانية - قصائد - احاديث دينية واشعار شاذلية


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

التصوف معنى ونشأة

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1التصوف معنى ونشأة  Empty التصوف معنى ونشأة السبت ديسمبر 11, 2010 1:00 am

الشاذلى يسين

الشاذلى يسين

التصوف (معنى ونشأة وحكما)
1- معنى التصوف:-
الواقع إن "التصوف" لفظة لها دلالة لغوية في المعاجم العربية ومفرداتها لأن مادة هذه الكلمة - ص و ف - لها وجود فعلى في لغتنا العربية ، وذلك إن دل فإنما يدل على أن هذه الكلمة "عربية الأصل" وليست من الكلمات الوافدة على هذه اللغة.
مهما كانت موجودة في لغات أخرى أو أماكن واستخدامات متباينة ، لأن الاشتراك اللفظي لا يعنى احتكارا للفظة"ما" فإن الألفاظ قوالب لمعان مختلفة ، فالمهم مراعاة المدلول والمضمون والمعنى ، وأن يكون وفق سمات خاصة وأنماط مستقلة ز فكلمة "دين" مثلا لفظة مشتركة بين جميع الديانات ، فلا يجوز لنا أن نتركها لأنها تطلق على الدين اليهودي أو المسيحي أو خلاف ذلك ، فالله تعالى يقول ﴿ شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه.....(12)﴾[الشورى]
والتصوف له معاني كثيرة :
1-أنه مأخوذ من الصفاء ، فقد قال الإمام سهل التستري ، الصوفي :
من صفا من الكدر ، وامتلأ من الفكر وانقطع إلي الله دون البشر ، واستوى عنده المال والمدر .
2- أنه مأخوذ من الصوفية ، لأنه مع الله كالصوفة المطروحة لا تدبير له
3- هو. أن يميتك الحق عنك ويحيك به أو هو : ذكر مع اجتماع ووجد مع استماع وعمل مع اتباع أو هو : أن تكون مع الله بلا علاقة للإمام الجنيد
4- التصوف خلقٌ من زاد عليك في الخلق زاد عليك في الصفا( للكتاني)
5- التصوف : هو الدخول في كل خلق سني َّ والخروج من كل خلق دنى (أبو محمد الحريري)
6- ألتصوف : أخلاق كريمة ظهرت في زمان كريم من رجل مع قوم كرام ( الإمام محمد بن علي القصاب)
7_ التصوف : صفوة القرب بعد كدورة البعد .( أبو علي الروزبارى)
8_ الصوفي: منقطع عن الخلق متصل بالحق لقولة تعالي : ( وَاصطَنعْتٌكَ لنفسي )
9_صوفي: كلمة مركبة من أربعة أحرف ، صاد -واو - واو- فاء - ياء ، كل حرف يحمل صفة .
فالصاد : صبره ، وصدقه ، وصفاؤه 2- والواو : وجده، ووده ، ووفاؤه 3- والفاء : فقده ، وفقره، وفناؤه 4- والياء: ياء النسبة فإذا اكتمل فيه ذلك فقد إلى حضرة مولاه (سيدي أبى العباس المرسى)
وبقول فضيلة الدكتور /عبدا لحليم محمود عن التصوف :
الظاهر والباطن : ربما كانت العقيدة الإسلامية . بين العقائد الموروثة ها هي ذي العقيدة التى يظهر فيها بوضوح التفرقة بين جزأين متكاملين هما (الظاهر) و(الباطن)أعنى (الشريعة) وهي الباب الذي يدخل منه الجميع ( والحقيقة ) ولا يصل إليها إلا المصطفين الأخيار . وهذه التفرقة ليست تحكمية وإنما تفرضها طبيعة الأشياء ، ذلك أن استعداد الناس متفاوت وبعضهم معد بفطرته لمعرفة الحقيقة ..
والشريعة أمر بالتزام العبودية ، والحقيقة مشاهدة الربوبية، فكل شريعة غير مؤيدة بالحقيق فغير مقبول وكل حقيقة غير مقيدة بالشريعة فغير محصول ، فالشريعة جاءت بتكليف الخلق ، والحقيقة إنباء عن تصريف الحق فالشريعة أن تعبده والحقيقة أن تشهده ، والشريعة قيام بأمر والحقيقة شهود لما قضى وقدر وأخفى وأظهر . وقال الأستاذ علي الدقاق رحمه الله يقول:
قوله تعالي : إياك نعبد حفظ للشريعة وإياك نستعين إقرار بالحقيقة
أما الحقيقة : فأنها معرفة محضة ، ولكن يجب أن تعلم أن هذه المعرفة هي التى تعطى للشريعة معناها السامي العميق ، بل هي التى تبرر وجود الشريعة إنها حقيقة - وإن لم يشعر بذلك المؤمنون - المركز الأساسي مثلها فى ذلك : مثل مركز الدائرة بالنسبة لمحيطها
بيد أن (الباطن) لا يعني فقط الحقيقة وإنما يعنى كذلك السبل الموصلة إليها أعنى. الطرق التى تقود الإنسان من الشريعة إلى الحقيقة.
وإذا رجعنا إلى الصورة الرمزية : الدائرة ومركزها قلنا : إن الطريقة هي الخط الذاهب من محيط الدائرة إلى المركز ، وكل نقطة على محيط الدائرة هي مبدأ الخط. وهذه الخطوط التى لا نحصى ، تنهى -كلها- إلى المركز.
*اختلاف الطرق:-
إنها "الطرق"وهى طرق تختلف تبعا لاختلاف الطبائع البشرية
ولهذا يقال: "الطرق إلى الله كنفوس بنى آدم "
ومنها اختلفت فالهدف واحد :لأنه لا يوجد إلا مركز واحد ، و إلا حقيقة واحدة على أن هذه الاختلافات الموجودة فى المبدأ تزول شيئا فشيئا مع زوال الآنية وذلك حينما يصل السالك درجات عليا نزول فيها "صفات العبد " التى ليست إلا سجنا يسمى "الفناء" فلا تبقى إلا الصفات الربانية وقد تحققت "ألذات بها وذلك هو " البقاء "
والطريقة والحقيقة مجتمعتان يطلق عليهما : التصوف وهو ليس مذهبا خاصا لأنه الحقيقة المطلقة. وليست. الطرق مدارس مختلفة : لأنها طرق، أى سبل موصلة جميعها إلى الحقيقة المطلقة " التوحيد واحد ".
*الصوفي والمتصوف:-
ويجب أن يلاحظ أنه لا يمكن لأحد أن يطلق على نفسه أنه صوفي ، اللهم إلا إذا كان ذلك منه جهل محض ، لأنه بذلك يبرهن على أنه حقيقة ليس بصوفي . وذلك أن هذه الصفة " سر " بين الصوفي حقيقة وبين ربه . ويمكن أن يقول متصوف :وهو عنوان يطلق على " السالك " فى أى مرحلة كان . ولكن الصوفي بمعناه الحقيقي لا يطلق إلا على من بلغ الدرجة العليا . أما أصل هذه الكلمة : صوفي ، فقد أختلف فيه اختلاف كبير ، ووضعت فروض متعددة وليس بعضها بأولى من بعض ، وكلها غير مقبول إنها فى الحقيقة تسمية " رمزية " وإذا أردنا تفسيرها ينبغى علينا أن نرجع إلى القيمة العددية لحروفها ، وانه لمن الرائع أن نلاحظ أن القيمة الحقيقية لحروفها " صوفي " تماثل القيمة العددية لحروفها " الحكمة الإلهية " فيكون الصوفي الحقيقي إذا هو الرجل الذى وصل إلى الحكمة الإلهية ، وإنه " العارف بالله " إذ أن الله لا يعرف إلا به وتلك هي الدرجة العظمى " الكلية " فيما يتعلق بمعرفة الحقيقة.
*المتصوف فى الإسلام:-
من كل ما سبق يمكننا أن نستنتج أن الصوفية ليست شيئا أضيف إلى الدين الإسلامي ، إنها ليست شيئا أتى من الخارج فألصق بالإسلام وإنما هي ، بالعكس ، تكون جزاء جوهريا من الدين إذ أن الدين بدونها يكون ناقصا ،بل يكون ناقصا من جهته السامية أعنى جهة المركز الأساسي ، لذلك كانت فروضا رخيصة تلك التى تذهب بالصوفية إلى أجنبي : يوناني أو هندي أو فارسي ، وهي معارضة بالمصطلحات الصوفية نفسها ، تلك المصطلحات التي ترتبط باللغة العربية ارتباط وثيقا . وإذا كان هنالك من تشابه بين الصوفية وبين ما يمثلها فى البيئات الأخرى فتفسير هذا طبيعي لا يحتاج إلى فرض الإستعمارة وذلك أنه ما دامت الحقيقة واحدة فإن كل العقائد السنية تتحد فى جوهرها ، وإن اختلفت فيما تلبسه من صور.
تاريخ التصوف:-
ويجب أن لا نعطى عناية كبيرة-حينما نتحدث عن أصل التصوف- لتلك المناقشات التي لا تنتهي بين مؤرخي التصوف خاصة بتحديد الفترة الزمنية التي وجدت فيها لفظة صوفي فإن الشيء قد يوجد قبل اسمه الخاص سواء وجد تحت اسم آخر أو وجد ولم تكن هناك الحاجة لتسميته. ويقول بعض العلماء : إن هذا الاسم معروف في الملة الإسلامية من قبل ذلك بل يذهب بعضهم إلى أنه لفظ جاهلي عرفته العرب قبل ظهور الإسلام . قال أبو نصر عبد الله بن السراج الطوسي المتوفى سنة378 هجريا (988 م) في كتاب " اللمع " في التصوف : "وأما قول القائل إنه اسم محدث أحداثه البغداديون فمحال ، لأنه في وقت الحسن البصري كان يعرف هذا الاسم وكان الحسن قد أدرك جماعة من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )ورضي عنهم ، وقد روى عنه أنه قال Sadرأيت صوفيا في الطواف فأعطيته شيئا فلم يأخذه وقال معي أربعة دوانيق فيكفيني ما معي ) . وروى عن سفيان الثوري رحمه الله أنه قال لولا أبو هاشم الصوفي ما عرفت دقيق الرياء وقد ذكر في الكتاب الذي جمع أخبار مكة عن محمد بن إسحاق بن يسار وعن غيره يذكر فيه حديثا : إن قبل الإسلام قد خلت مكة في وقت من الأوقات حتى كان لا يطوف بالبيت أحد . وكان يجيء من بلد بعيد رجل صوفي فيطوف بالبيت وينصرف فإن صح ذلك يدل على أن قبل الإسلام كان يعرف هذا الاسم . وكان ينسب إلى أهل الفضل والصلاح والله أعلم ويعقب المرحوم الشيخ مصطفى عبد الرزاق على ذلك فبقول : فاستعمال لفظ صوفي ومتصوف لم ينشر في الإسلام إلا في القرن الثاني وما بعده ، سواء أكان هذا التعبير عن الزاهد (بالصوفي)حدث في أثناء ألمائه كما هو رأى ابن خلدون المتوفى عام 806 ه (1406م) في مقدمته، أم كان هذا التعبير معروفا في الإسلام قبل القرن الثاني ، أم كان لفظا جاهليا على ما ذكره صاحب ( اللمع ) الذي يحاول أن يبرئ الصوفية من انتحال أسم مبتدع لم يعرفه الصحابة ولا التابعون . ويقول الدكتور عبدا لحليم محمود رضي الله عنه :وعلى كل حال ففيصل الحق في مسألة أصل التصوف هو ما يأتي . إن السنة ترشد في صراحة لا لبس فيها إلى أن الشريعة والحقيقة كليهما ينبغان مباشرة من تعليمات الرسول صلوات الله عليه والواقع أن كل طريقة صحيحة تعتمد على سلسة تصل دائما إلى الرسول وإذا كانت بعض الطرق ، فيما بعد (استعارت ) أو بتعبير أصح (تبنت)بعض التفاصيل في الطريق ( وإن كان التشابه هنا أيضا يمكن أن يعزى إلى التماثل في المعارف وعلى الخصوص فيما يتعلق ( بعلم المقاطع والأوزان ) في مختلف فروعه ) فإن أهمية ذلك لا تعدو أن تكون أهمية ثانوية لا تمس الجوهر من قرب أو من بعد
التصوف عربي
والحق أن التصوف عربي إسلامي كما أن القرآن - الذي يستمد التصوف أصوله منه مباشرة - عربي إسلامي. وإذا كان التصوف يستمد أصوله من القرآن ، فمن الطبيعي ألا يوجد قبل أن يفهم القرآن ويفسر ويتدبر تدبراَ تتفجر عنه ينابيع (الحقائق)التى هي في الواقع معناه العميق . ولقد فسر القرآن أولا لغويا ومنطقيا ، وكلاميا ولكن تفسيره صوفيا اقتضى مرور زمن لتأمله في عمق وشمول .
ويستمر الدكتور عبد الحليم فيقول . إذا كان القرآن مصدر الشريعة والحقيقة معا فلا يمكن أن يوجد بينهما تناقض أو اختلاف ما وكيف يوجد الاختلاف ومصدر هما واحد ، وكيف يوجد الاختلاف والحقيقة لا تقوم إلا على الشريعة في أساسها وفي سندها

خواطر حول رجل من رجال الزهد والتصوف

من ديوان رجال الله العالم المحدث الصوفي بشر الحافي
كان هذا الرجل عظيما _وابن عظيم ،ومن سلالة ناس عظماء ،لهم مكانة ،مرموقة في العلم والأدب والرئاسة ،فشب يلبس الحرير وينام على الحرير ،ويسكن القصور العالية ، وتفيض بدأه بنعمة موفورة ، لا مقطوعة ولا ممنوعة .
وأقبلت الدنيا على هذا الرجل ، وتزيدت في الإقبال عليه ،سخت معه وبالفضل السخاء : فعب من مفاتنها ، وأخذا من ممطالبها لم أمتع به نفسه ،وجعله يرتع في الملذات .
وشاءت عناية الله أن تنقذ هذا الرجل ، وتجعله من الذين سعدوا ، والسبب كما يقول المؤرخون ، أنه كان يمشى في الطريق متبخترا ، وكان يلهو ويبعث ويد ندن بعبارات ، فيها شيء من الجد والهزل ، وفجأة رأى ورقة من الأرض ، عفرها التراب ووطئتها الأقدام ، فالتقطها وقراها فوجد فيها اسم الله تعالى فما كان منه إلا أن اشترى عطرا غالبا ، وعطر به هذه الورقة ، ثم وضعها في حائط ، فرأى فيما يرى النائم من يقول له : يا بشر طيبت أسمى ، لا طيبن أسمك في الدنيا والآخرة : فاستيقظ من نومه تائبا .
نفحة من نفحات الله إصابة عبدا من عباده لمنحرفين ، فغمض عينيه عن المعصية، وتعلق قلبه بذكر الله ، ففاز بالصفاء القلبي – الذي لا يفوز به إلا الأواهون الذين سبقت لهم الحسنى وصفت نواياهم من الرعونات ****
وكل من سار على الدرب وصل*
وكما أغمض الرجل عينيه عن المعصية ـ كذلك أغمض عينيه عن المال الذي كان معه ، وأعطاه لمن يستحقه من الفقراء ، ثم تخشن – وترك لبس الحرير – والنوم على الحرير، والسكن فى فخفخة القصور ، وراح يطلب العلم بإلحاح ، ويأخذ بصبر وقوة ، حتى أصبح عالما ومن كبار العلماء ، لكن الرجل غلبت عليه العبادة _ وأراد أن يسلك طريق القوم ، الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله .
تعريف به :
اسم هذا الرجل _ أبو نصر _ بشر بن الحارث _بن عبد الرحمن ابن عطاء بن هلال بن ما هان ، ابن بعبور ، وبعبور هذا من قرية يقال لها ((ماترسام )) من أعمال مدينة (( مرو )) أسلم على يد على ابن أبى طالب وسماه عبد الله ، فسكن بغدد ، ومن بعده سكنها أولاده وأحفاده ، الذين منهم بشر الحافي ، الذي كانت له الزعامة على الصوفية ، والذي دوى صيته في الآفاق .
لقب ( الحافي
ولأمر ما ، لقب بشر بن الحارث (( بالحافي )) وقد لازمه هذا اللقب ، واشتهر به بين الناس ، والسبب في ذلك أن أحدى نعليه انقطع شسعها ، فامسك بها ، وذهب الى اسكافي ، وطلب منه شسعها ، فقال له الاسكافي : ما أكثر كلفتكم _يا معشر الصوفية _على الناس : فغضب بشر وألقى بالنعل المقطوع شسعه من يده ، وخلع الآخر السليم من رجله ، وحلف يمينا لا ينتعل ما دام حيا ، فلقب (( بالحافي )) .
والإسلام دين يدعو الى المحافظة على الصحة وفى أحاديث كثيرة أمر بالانتعال وشدد فيه ، لكن ماذا تصنع مع صوفي فاهم ؟ أخرجته كلمة ساخنة عن صوابه ، فأراد أن يأخذ نفسه بالمشقات ، فحلف لا ينتعل طوال حياته ، وفعلا بر الشيخ بيمينه .
أن يروا بشر يمشى حافيا ، فكان يحطه كبيرهم وصغيرهم على إن ينتعل فكان يسخر منهم ، وأحيانا يبتسم لهم ، في شي من المرارة وعدم القبول .
ويقال إن بشر الحافي ، ذهب يوما لزيارة صديق له ، ودق عليه الباب ، فقيل من بالباب ؟ فقال : بشر الحافي : فقالت له بنت من داخل البيت : لو اشتريت لك نعلا بدا نقين ، لذهب عنك لقب الحافي : الذي لانرضاه
أرأيت كيف طلق بشر الحافي دنياه ثلاثا ؟ وكيف هرب من ناموس الكون ، وناموس الكون جميل ؟ ثم أرأيت كيف حدد لنفسه برنامجا صعبا ، التزم به ، وقاسى في تنفيذه الأمرين ؟ والذي حمله على ذلك إن الناس تطاولوا عليه بألسنتهم ، وعيروه بأنه يسال الناس شسعا ، وقد أصبحوا لا يطيقون السؤال عن توافه الأشياء .
زكاة العلم
ومع ذلك كان بشر الحافي رجلا مهيبا ، فيه جلال الزهاد ، ووقار النساك ، وكان عالما بالحلال والحرم ، وله في الفقه باع طويل ، وله فى الحديث صولات وجولات واستنباطات ، ويكفى أن سر السقطى ، أكبر أستاذ في زمانه ، روى عنه علم الحديث .
حدث بشر يوما تلاميذه ، فقال : يا أصحاب الحديث : أدوا زكاة هذا الحديث ، قالوا : وما زكاته ؟ قال اعملوا عن كل مائتي حديث بخمسة أحاديث .
وهذا نداء طيب ومركز ، من إمام فاضل الى علماء الحديث ، لكي يتابعوا نشر الدعوة الإسلامية ، وعليهم ألا يملوا من المتابعة فيها ، امتثالا لقول الله تعالى : (( ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، وأولئك هم المفلحون )) .
ولعمرى ، إن ذلك القياس لطيف ومضبوط ، أوجب فيه الشبلى مقدارا معينا من الأحاديث ، يبذله المحدثون للطالبين ، تمشيا مع قاعدة الزكاة ، التى توجب في الأموال القادرين جزع منها للمحاجين :وهذه معادلة صحيحة ، وفيها إشارات واضحة ، لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .
تعاليمه لمريده :
وفى مرة قال له تلاميذه : حدثنا يا أبا نصر ، فأنشد يقول :
أقسم بالله لرضخ النوى ****** وشرب ماء الأعين المالحة
أعز للانسان من حرصه ****** ومن سؤال الأوجه الكالحة
فاستعن باله تكن ذا غنى ****** مغتبطا بالصفقة الرابحة
اليأس عز والتقى سؤدد ****** وطمع النفس خلة فاضحة
من كانت الدنيا به برة ****** فأنها يوما له ذابحة
وهذا الشعر يبين لنا بجلاء ، عزة النفس التى كانت تكمن في ضمير هذا الصوفي
الزهد
وكما إن بشر الحافي أخذ نفسه بالتقشف والعفة والتشبت بأكل الحلال الخالص ، كذلك كانت أسرته تنمو هذا النمو _ فقد الجهة برمتها الى الزهادة والعبادة ، البعد عن المحرم والمشبوه ، وأخذت تعمل بيديها في جعل الحياة ،لتوفر لنفسها لقمة عيش خالية من إمام الله .
حكى عبد الله بن أحمد بن حنبل ، فقال : دخلت امرأة على أبى فقالت : يا أبا عبد الله _ اننى امرأة أغزل الصوف على ضوء المصباح ، وربما طفىء المصباح ، فاغزل على ضوء القمر ، فهل على أن أبين للشاري عند البيع غزل المصباح من غزل القمر ؟ فقال لها أبى أحمد بن حنبل : أن كان عندك بينهما فرق في الغزل ، فعليك أن تبيني ذلك ، فقالت له : يا أبا عبد الله : أنين المريض ، هل هو شكوى ؟ فقال لها : أنى أرجو ألا يكون شكوى ، ولكن اشتكاء الى الله تعالى ، ثم انصرفت ، قال عبد الله ، فقال لي أبى : يابنى ما سمعت بمثل هذه الأسئلة ، اتبع تلك المراة ، قال عبد الله فتيعتها الى أن دخلت دار بشر الحافي ، فعلمت أنها أخته ، فأخبرت أبى بذلك ، فقال :هذا والله هو الصحيح ، محال أن تكون هذه المراة إلا أخت بشر الحافي ..
وقال عبد الله أيضا :جاءت _مخة _أخت بشر _ وقالت : يا أبا عبد الله ، رأس مالي دانقان ، أشترى بهما قطنا وأغزله وأبيعه فأنفق مما يزيد على دانقين ، وفى هذه الليلة في مجموعة من الناس معهم مشعل _ فغزلت على ضوئه أكثر من كل ليلة ، فعلمت أن الله تعالى ، سوف يطالبني في هذا ،لأنني انتفعت بمال الغير بلا حق ، فخلصني من ذلك ، خلصك الله ، فقال أبى أحمد بن حنبل : تخرجين من الدانقين وتبقين بلا رأس مال ، حتى يعوضك الله خير منه ، قال عبد الله ، فقلت لأبى الإمام أحمد ، لماذا لم تقل لها ، لا تخرج من رأس مالها ، وتتصدق بما عداه ؟ فقال يا بنى ، سؤالها لا يتحمل التاؤيل ، فمن هذه المراة ؟ فقلت هي _ مخة _ أخت بشر الحافي ، فقال أبى : من هنا أتيت .......
إذن أسرة بشر الحافي أسرة كان عندها وعى ديني مشبوب ، وكانت تعمل بهذا الوعي ، وتحرص على العمل به في دقة وحذر ، حتى لاتقع غر يمة للشيطان .
وبشر الحافي نفسه ، يشهد بذلك فيقول ، تعلمت الزهد من أختي ، فإنها كانت تجتهد ألاتاكل ما لمخلوق فيه صنع ولقد كانت لبشر ، صلة وطيدة وقائمة ودائمة بالإمام أحمد ابن حنبل ، وكان بين الرجلين حب وود ووفاء ، وعندما امتحن ابن حنبل وصبر على الامتحان ونجح فيه ، قال بشر أدخل أحمد بن حنبل الكى _ كير الامتحان _ فخرج ذهبا خالصا ، وأربى على الذهب فلما بلغ ذلك الإمام أحمد ، قال الحمد لله الذي أرضى بشر بما صنعناه
من كلامه
ولا يفوتنا أن نذكر ، أن لبشر الحافي كلاما يسيل عزوبة ورقة ، وقد جاء من كلامه : لا تكون كاملا حتى ي
أمنك عدوك ، وكيف يكون فيك خير ، وأنت لايأمنك صديقك ؟ كلام واضح وجميل كسلاسل الذهب ، لأن من كمال الرجل إذا عادى أنسانا ، لا يغدر به ولا يكيد له ، وهذا نهج مفقود بين الصديق والصديق ، فكيف يكون الحال مع غير الأصدقاء؟
ومن كلامه : الدعاء ترك الذنوب : ومعنى ذلك أن المسلم إذا ترك الذنوب ، للأما إذا انغمس في الشهوات ، فلا دعاء له ، وإن دعا لا يستجاب له دعاء ، فأولى له أن يتحرر من الذنوب ، ثم يدعو الله كما يشاء .
وقال بشر الحافي : بي داء مالم أعالج نفسي _ لا أتفرغ لغيري ، فإذا عالجت نفسي تفرغت لغيري وفى هذا الكلام توجيه عظيم ، فإنه لا ينبغي للانسان أن ينهى عن المنكر ويعمله ، وفيه ينبغي أن يكون الداعية قدوة حسنة ، سلوكا وعملا ، والا فلا يصلح الفاسد بالفاسد …..........................................

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد النور الذاتي والسر الساري في جميع الأسماء والصفات وعلى آله وصحبه وسلم ورضي الله تعالى عن سيادتنا الخلفاء ابوبكر وسيدنا عمر وسيدنا عثمان وسيدنا على إمام المتقين ورضي الله عن سيدة أهل ألجنه السيدة فاطمة الزهراء البتول والدة السبطين النيرين سيدا شباب أهل الجنة وأمراء الأمة مولانا الإمام الحسين ومولانا الإمام الحسن وارضي اللهم عن قرة عين رسول الله السيدة زينب الذي جاء خبر السماء عند ولادتها بأسمها فسمها رب العزة من فوق سبع سموات اللهم بحق هؤلاء لا تحرمنا من محبتهم واحشرنا معهم يوم لقاءك يا أكرم الأكرمين يا الله اللهم آمين
أما بعد فيا أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأت لا أحد الكتاب هذه ألمقاله فقررت أن أكتبها كما قرأتها دون إن أحذف او أزيد وهذا نصها:
سنحت لنا سوانج منفرقه فى عهود سابقه أن نقطع بعض أوقاتنا بالاتكباب على استجلاء اراء الكثرين من رجال الصوفيه المتقدمين وفى الطليعة منهم العارف بالله أيوب السختانى والمستغرقون فى المحبة العليا كبشر الحاف والخليل بن أحمد وسرى السقطى وابن آجروم الحبشى ومن المتأخرين سيدى محى الدين بن العربى الذى قال:
( أيها الاخوان اسمعوا وعوا، ولاتزيغوا فتقطعوا، هذا كتاب الالف ، وهوكتاب الاحديه جاءكم بها الواحد تثنيتكم بواحدها، ورسولها الفرد لزوجيتكم بفردها، فتحققوا غايات سبلها ، والله تعالى يمدكم بالأيد : امين)
هذا كلام العارف بالله سيدى محى الدين أبى عبدالله محمد بن على بن محمد بن احمد المشهور بابن عربى الحاتمى الطائى الاندلسى وهو كلام اصاب مقطعا وبلغ مقنعا ،
قال معظم رجال أهل العلم. الأحديه موطن الأحد عليها حجاب العزة لا يرفع،فلا يراه فى الاحدية سواه ، لأن الحقائق تأبى ذلك ، واعلموا أن الانسان الذى هو أكمل النسخ، وأكمل النشآت ، مخلوق على الوحدانية لاعلى الاحديه، لأن الاحديه لها الغنى على الاطلاق ، ولايصح على الانسان هذا المعنى ، وهو واحد فالوحدانية لاتقوى قوة الاحدية، وكذلك الواحد لايناهض الأحد ، لأن الأحديه ذاتية للذات الهوية،والوحدانية اسم لها سمتها بها التثنية،ولهذا جاء الأحد فى نسب الرب ،ولم يجئ الواحد ، وجاءت معه أصناف التنزيه فقال اليهود لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أنسب لنا ربك ، فأنزل الله تعالى قل هو الله أحد ، فجاءوا بالنسب ، ولم يقولو ا صف لنا ولا انعت لنا ثم ان الأحدية قد أطلقت على كل موجود من الانسان وغيره ، لئلا يطمع فيها الانسان فقال تعالى (فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ) وقد أشر المشركون معه الملائكة والنجوم والأناس والشياطين والحيوانات والشجر والجمادات فصارت الأحديه ساريه فى كل موجود ، فزال طمع الانسان من الاختصاص ، وانما عمت الأحدية جميع المخلوقات للسريان الألهى الذى لايشعر به خلق ، إلا من يشاء الله وهو قوله تعالى ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إيا ه) وقضاؤه لاسبيل الى أن يكون فى وسع مخلوق أن يرده ، فهو ماض نافذ فما عند عابد غيره سبحانه ، فاذا الشريك هو الاحد ، وليس المعبود هو الشخص المنصوب ، وانما هو السر الاحد ، وهو مطلوب لا يلحق ، وانما يعبد الرب ، والله الجامع ، ولهذا أشير لأهل الافهام بقوله ( ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) لأن الأحد لايقبل الشركه وليست له العبادة ، وانما هو للرب فنية على توقيفة مقام الربوبية ،وإبقاء الأحدية على التنزيه ، الذى أشرنا اليه فالأحد عزيز منيع ا لحمى لم يزل العما لايصح فيه تجل أبدا ، فبان أن حقيقته تمتع وهو الوجه الذى له السبحات المحرقة ، فكيف هو؟ افلا تطمعوا يا اخواننا فى رفع هذا الحجاب أصلا فانكم تجهلون وتتعبون ، لكن قووا الطمع فى نيل الوحدانية ، فأن نشأتكم فيها ، فانها المتوهجة على من سواكم ، وقد ظهرت فى جنات عدن وعداها ثم ثبتت لكم ، وأضافها الى الانانية سبحانه ، وقد ذكرت الاضافة بين الضمائر فى كتاب لابن العربى لا محل للافاضه فيه الان ، والواحد لم يثن بعبده أصلا ، وانما العدد والكثرة ، تتصرف فيه فى مرات معقولة غير موجودة ، فكل مافى الوجود واحد ، ولو لم يكن واحد اً لم يصح أن تثبت الوحدانية عنده سبحانه فانه ما أثبت لموجوده إلا ماهو عليه كما قيل .
وفى كل شئ لهآية ***** تدل على أنه واحد
وهذه الآية الت فى كل شئ تدل على وحدانيته فى كل شئ ، لأمر آخر ، وما فى الوجود من شئ من جماد وغيره عال وسافل ،إلا وهو عارف بوحانية خالقه ، فهو واحد ولابد . ولا تتخيل أن المشرك لا يقول بالواحد بل يقول به لكن من مكان بعيد ، ولهذا شقى بالبعد ، والمؤمن يقول به من مكان قريب ، ولهذا سعد بالقرب وإلا بهذا الشرك نفى وحدانية المعبود وأثبت وحدانية الشرك وحدانيه حسه ، وأعطى لوحدانية الحق وحدانية سره كما توجه الوجه للكعبة، وتوجه القلب للحق ، غير أنه لما كان الأمر مشروكا كانقربه وكذا سجدت ذوات الملائكة لاأدم ، وأسرارهم لخالقه ، وكل عبادة قامت عن أمر أثنى عليها ، وكل عبادة لم تقم عن أمر ذمت ولم يثنى عليها لكن قامكت على المشيئه التى هى مستوى ذات الحدية ، فى قول أبى طالب لمكى ولهذا قال تعالى ( ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها ) فأثبت أن لها حقا ينبغى أن يراعى ويحفظ ، وذلك للغيرة الالهية فانه لولا سر الألوهية الذى تخيلوا فى هذا المعبود ماعبدوه أصلا ، فقام له سر الألوهية مقام الامر لنا ، غير أن الحق قرن السعادة بأمر المشيئة ، وقرن المشيئة بالارادة ، وقرن الشقاوة بإرادة المشيئة ، فما ثم مشرع غير الله تعالى فشرع ينزل على الاسرار من خلف حجاب العقل ، ينزل به رسول الفكر عن إرادة المشيئة ، وتسميها الحكماء السياسه ولهذا تخيلوا أن شرع الأنبياء ، هكذا نزل عليهم ، وهكذا هو أصله ، وماعرفوا أمر المشيئة ، وسبب جهلهم بالمشيئة . ان المصور لكل لسان فىكل حال وزمان ، انما هو الواحد ، والعابد من كل عابد انما هو الواحد فما ثم إلا الواحد وألاثنان . انما هو واحد ، وكذلك الثلاث والعشرون والمائة والألف الى مالا يتناهى لاتجد سوى الواحد وليس أمرا زائدا فان الواحد ظهر فى أمر زائد وان الواحد ظهر فى مرتين معقولين ، وهكذا أو ظهر فى ثلاث مرات مثلا.. ومن هذه الناحية ترى أن عمر رضى الله عنه يقول : ( نعم العبد صهيب لولم يحف الله لم يعصه) لأن الاحدية قائمة فى ذهنه لاتبرحه ، فالمؤمن الصادق يعبد الله لاخوفا من ناره ، ولاطمعا فى جنته وإنما هو الانقياد إلى خير طريق أبلج لحجته ، وهو الحب الذى يغرى الأديم ويثير الداء الكليم ، فالمرء إذا شاهد سجد ، واذا سجد وحد ، وإذا وحد عبد ، وإذا عبد أفرد ، قال أيوب السختيانى رضى الله عنه لاتفرح بالمعلم إلا اذا تحققت العمل فيه ، ولاتفرح بالعمل إلا إذا تحققت الاخلاص فيه ، ولاتفرح بالاخلاص إلا اذا تحققت التوفيق فيه ، ولاتفرح بالتوفيق إلا اذا تحققت معونة الله فيه ولاتفرح بالمعونة إلا اذا أقامك الحق مقام العامل لذاته ، المحب الفانى فى حقيقته ، الغنى عن البحث ف هويته ، فصرت عاملا منعمال الله تعالى ، قال على رضى الله عنه : العجز عن درك الإدراك ادراك... والبحث فى كنه ذات السر إشراك
هذا ماأردت ان أوضح ما قرات لهذا الاستاذ العالم المحقق الصوفى الورع سيدى محى لدين بن العربى من سطر من أساطير كتاباته عن ما افاض الله من علم وفرضى الله عنهم وامدنا الله من امداداتهم وسيرنا فى دروب طرقاتهم ختى نلقى الله تحت لواء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

http://httwwwgeocitieselshzlyyasen.blogspot.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى