الجاهل الحسود

صار أمر العلم دعوى واتجار**فهم بين مجرور وجار
وفنون العلم ضاعت أسفا ** فعلى الدعوى العفابل والدمار.
وعجيب من حسود جاهل ** جر للعلم بجهل ذيل عار
تاه بين الرفع والخفض فلم** يعرف التقدير فيه حيث سار
رد علم القوم زعما انه ** فوق هذا كله فوق المنار
حسبى الله على هذا الورى ** غادروا نهج الهدى وهو نهار
وعل ى الدين إستفاضوا فرقا ** نازعوه الحق والحق يغار
كلهم يزعم أولى بالهدى ** وهم ما بين حرب ودمار
أعلنوا السنة أمرا ظاهرا ** وهم حقا أعاديها الكبار
حاربوا الدين بدعواهم وقد** تركوا الدين على جرف هار
أتبعوا داعى نجد للــــردى ** فارتدوا وانذروا شر اتذار
علقوا بدعوة مــــــارقة ** عن هدى الله إلى نار الشـرار
هم على أبوابها قد وقفـوا ** يقذفون من أجاب فى صغـــار
عجبا والحق أضحى ظاهـــرا ** وكتاب الله صبح قد أنــــار
والاحاديث الصحاح فيـــهم ** فاق كالفجر فى الجو استـطار
كيف قادوا الناس فى دعوتهم** اننى والله فى الامـر أحــــار
يابنى الاســلام مالى قـدأرى ** منكم جمعا يســير للــبوار
والهدى حقا فـى اعــــلامه ** سطعت أنواره فى كــل جــار
وعلمتم ان ذا العصر الذى ** عاذ منه المضطفى نسل نـزار
وبه يطلع قـــــرن ظــالم ** يجعلون الدين فى هون الصغار
ليتهم والامــر مــاض أزلا ** فحسوا أو تحسوا كاس الغفار
أتخذوا كاسيــات عاريـــات ** إن هذا فى البرايا شر عــار
قف معى ياابن الحنيفى باكيا ** وأفض منك على الدين الغزار
لورأى ماحل حر لبـــكى ** بعويل ونحــيب وانفــــطار
أين أهل الدين سباق العلا ** أين أهل العلم حراس الديار
أين من إن رفعوا أصواتهم ** طاطأواالرأس موالينا الكبار
أين أهل الحل والعقد الألى ** حفظوا الإسلام من لعب الصغار
يا لقلبى يتلظى حســـــرة ** حيث شرع الله أضحى فى انهيــار
وبنوا الاسلام عنه غفلوا ** ومضوا فى حرب بل وفى فجـــار
ذهب الأسلام فى مأســـــاته ** باكى العين لما حل وصـــــار
فسلام الله يادين الهـــــدى ** من فتى يبكيك ليلا ونهـــــار
وصلاة الله مــــع تسلــميه ** لحبيب الله من ساد نــــــزار
وكذا آل وصحب من هـــــم ** حفظوا الدين بمسـلول الشفاء
ما شدا طير على غصــن نقا ** وبهم عمران لا يلقى الــبوار